ما هي العصور المظلمة

يشير مصطلح العصور المظلمة إلى الفترة الزمنية ما بين سقوط لإمبراطورية الرومانية وبداية عصر النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر ، وقد أسمي كذلك لأن تلك الفترة شهدت القليل من الإنجاز أو التقدم العلمي والثقافي في أوروبا .
محتويات
صياغة مصطلح العصور الوسطى
يعتقد أن أول شخص صاغ مصطلح العصور المظلمة هو باحث إيطالي عاش في القرن الرابع عشر يسمى فرانشيسكو بتراركا ويعرف أيضًا باسم بترارك ، وقد أطلق هذا المصطلح لأنه كان مستاء من عدم وجود أدب أو شعر جيد في تلك الفترة .
وقد كان العصر الكلاسيكي غنيًا بالتقدم العلمي والثقافي الواضح، فقد قدمت الحضارتان الرومانية واليونانية للعالم إسهامات كبيرة في الفنون والعلوم والهندسة والفلسفة والنظم السياسية ، ولكن من المسلم به أيضًا أن الثقافة المجتمعية في الحضارتين الرومانية واليونانية لم تكن جيدة في جميع جوانبها ، فعلى سبيل المثال لا حصر كانت عادات المصارعة والعبودية من العادات الوحشية غير المستحبة .
وبالرغم من ذلك فبعد سقوط روما وانسحابها من السلطة والسيطرة على أجزاء كبيرة أوروبا ، شهد التاريخ الأوروبي فترة يمكن أن يطلق عليها المنعطف الخاطئ ، وبعد أن أبدى بترارك استياؤه من نقص الأدب في العصر المظلم ، وسع المفكرون في ذلك الوقت مصطلح العصور المظلمة ليشمل النقص الملحوظ في الثقافة بوجه عام الذي عم أنحاء أوروبا في الفترة بين عام 500 إلى 1400 ميلادية .
وهذه الواريخ التي تحدد بداية ونهاية العصور المظلمة تخضع للتغيير المستمر والتدقيق من قبل بعض المؤرخين نظرًا لوجود درجة من التداخل في التواريخ ووجود بعض التغيرات الثقافية والإقليمية وبعض العوامل الأخرى ، ويشار لفترة العصور المظلمة أيضًا باسم العصور الوسطى أو الفترة الإقطاعية .
وفيما بعد أطلق المؤرخون مصطلح العصور الوسطى على الفترة بين القرنين الخامس والعاشر ، وأصبحت تلك الفترة تسمى بالعصور الوسطى المبكرة .
ليست مظلمة جدًا
يرى بعض المؤرخين أن وصف العصور الوسطى بأنها فترة مظلمة أمر مجحف ، حيث شهدت تلك الفترة ظهور نشاط أكبر للكنيسة ، وقد أدى ذلك لازدهار المسيحية والكاثوليكية على وجه التحديد في أوروبا ، وخلال تلك الفترة كانت الإمبراطورية الرومانية قد تجزأت إلى العديد من الكيانات السياسية الصغيرة ، وكانت الحدود الجغرافية التي تشكلت بين تلك الكيانات في فترة العصور المظلمة هي التي شكلت الحدود الجغرافية بين الدول الأوروبية اليوم .
وكانت تلك الفترة أيضًا بداية تأسيس الجامعات ولكن جميعها كانت داخل الكنائس وقد اعتمدت الكنيسة في ذلك الوقت على مجموعة من الأساقفة الذين تدربوا في الخارج ، على سبيل المثال فقد أسس رئيس الأساقفة ثيودور مدرسة كانتربري والتي أصبحت فيما بعد مركزًا رئيسيًا للتعليم في إنجلتر الأنجلوسكسونية ، وقد كان ثيودور نفسه قد نشأ وتعلم في طرطوس في جنوب شرق آسيا الصغرى والموجودة في تركيا الآن ، وقد تلقى تعليمه في القسطنطينية .
كما كان للعديد من الأثرياء في تلك الفترة دورًا في المجتمع في تلك الفترة حيث قاموا بتكليف الكاتدرائيات بعمل النحت والرسم والمنسوجات والمخطوطات والمجوهرات ، وقد كان للعديد من تلك العمال طبيعة دينية .
ويبدو أن وصول الفايكنج قد جعل الأدب والتعلم يتأخرون خلال القرن التاسع ، انتهى بعد فترة قصيرة ، حيث أن طبقة النخبة في أوروبا في العصور الوسطى كانت ترى أن امتلاك الأدب هو أيضًا رمزًا للثروة والقوة .