اكتشافات هنري الملاح

هنري الملاح هو أمير برتغالي عاش في القرن الخامس عشر ويرجع له الفضل في دخول عصر الاستكشاف كما أنه أول من بدأ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي .
محتويات
من هو هنري الملاح
ولد هنري الملاح في بورتو بالبرتغال عام 1394م ، وعلى الرغم من أنه لم يكن ملاحًا أو بحارًا إلا أنه رعى الكثير من الاكتشافات الأوروبية التي تمت على طول الساحل الغربي لأفريقيا ، وأسس طاقم المستعمرات البرتغالية الأولى وزار من مناطق لم يكن الأوربيون يعرفونها من قبل ، ويعتبر هو مؤسس عصر الاستكشاف وتجارة الرقيق في المحيط الأطلسي .
كان هنري الملاح هو الابن الثالث الباقي على قيد الحياة للملك جون الأول وزوجته فيلبا من لانكستر ، وفي عام 1415م قاد هنري ووالده وإخوته بشن هجوم على سبته ، وهي مدينة تقع في المغرب على طول مضيق جبل طارق ، وقد نجح الهجوم وسقطت سبته تحت حكم البرتغال ، ومنذ ذلك الحين أصبح هنري مفتونًا بأفريقيا وهي قارة لم يكن يعرفها البرتغاليون في ذلك الوقت ، وقد تولدت لدى هنري رغبة في التعرف على المسلمين الموجودين هناك على أمل قهرهم وجعلهم يتحولون إلى المسيحية .
ومع مرور الوقت أصبح أكثر دراية بالموارد الكبيرة الموجودة في أفريقيا والتي كان يأمل أن يستغلها لتحقيق مكاسب للبرتغالين .
أهمية هنري الملاح في التاريخ
ينسب الفضل إلى هنري في بداية عصر الاستكشاف ، وهي الفترة التي توسعت خلالها الدول الإفريقية في أفريقيا وآسيا والأمريكتين ، وعل الرغم من اسمه إلا أن هنري نفسه لم يكن ملاحًا ، ولكنه قام برعاية العديد من الرحلات البحرية الاستكشافية في عام 1415م وقد وصلت سفنه إلى جزر الكناري ، وفي عام 1418م وصل البرتغاليون إلى جزر ماديرا وأنشأورا مستعمرة في بورتو سانتو .
عندما بدأت رحلات هنري لم يكن الأوربيون يعرفون شيئًا تقريبًا عن المنطقة التي تقع خلف كيب بوجادور على الساحل الغربي لأفريقيا ، فهناك الكثير من الخرافات التي منعتهم من الذهاب هناك ، ولكن بموجب أوامر هنري انتقل البحارة البرتغاليون إلى ما بعد بوجادور ، وبحلول عام 1436م كانوا قد وصلوا حتى ريو دي أورو .
وبجانب رعايته للرحلات الاستكشافية يعود الفضل إلى هنري أيضًا في زيادة المعرفة بعلم الجغرافيا والملاحة ورسم الخرائط ، فقد أسس مدرسة للملاحة في ساغريس والتي تقع في الطرف الجنوبي الغربي من البرتغال وهناك كان يعمل بناة السفن ورسامي الخرائط وصناع الآلات ، ومن مدينة لاغوس التي تقع بالقرب من ساغريس بدأت العديد من الرحلات الاستكشافية برعاية هنري .
تجارة الرقيق
وينسب إلى هنري الملاح أيضًا أنه أول من بدأ تجارة الرقيق في المحيط الأطلسي ، حيث أنه كان يرعى رحلات المستكشف نونو تريستاو ، والتي كان يذهب فيها إلى سواحل أفريقيا وأيضًا بعثة أنتاو غونسالفيس التي قبض فيها الرجلان على العديد من الرجال الأفارقة وجلبهم إلى البرتغال في عام 1441م ، وخلال تلك الرحلات قام أحد الرجال الأفارقة الذين قبض عليهم بالتفاوض مع البرتغالين على أن يطلقوا سراحه في مقابل أن يزودهم بالمزيد من الرجال الأفارقة ، ومنذ ذلك الوقت انخرطت البرتغال في تجارة الرقيق . وقد توفي هنري الملاح في عام 1460م في ساغريس بالبرتغال وبحلول وقت وفاته كان المستكشفون والتجار البرتغاليون قد وصلوا إلى حدود منطقة سيراليون الحديثة ، ولم يصل فاسكو دي جاما إلى أفريقيا ويستكمل رحلاته إلى الهند إلا بعد مرور 28 عام على وفاة هنري الملاح .