من هم الصقالبة

مصطلح الصقالبة هو مصطلح عربي يصف العبيد السلافيين الذي عاش في الأراضي الإسلامية في الأندلس (شبه الجزيرة الإيبرية ) وشمال إفريقيا (المغرب وتونس والجزائر ومصر) وغيرها من الأراضي الإسلامية بالقرب من البحر المتوسط ، ولم يكونوا جميعهم من العبيد وأيضًا كان منهم من غير السلافيين .
محتويات
من هم الصقالبة
وصل الصقالبة إلى الأندلس من مواقع مختلفة مثل بلغاريا وكرواتيا والبوسنة والصرب ومقدونيا وغيرها من منطقة البلقان وأيضًا كانت هناك أماكن أخرى لجلب العبيد السلافيين الشرقيين مثل روسيا وأوكرانيا والشراكسة والسلافيين الغربيين من أماكن مثل وبوهيميا (التشيك) وبولندا وسلوفيكيا .
وكان هناك نظامان متميزان لتجارة الرقيق الصقالبة خلال القرن العاشر الميلادي ، وكان النظام الأول يديره الروس وغيرهم من الدول الاسكندنافية ، حيث جلبت إليهم تلك التجارة جحافل من الدراهم ، أما النظام الثاني فقد كان يدار من براغ حيث كان يتم جلب العبيد من الدوقات التشيكية ولكنهم كانوا يحصلون على أموال أقل من الروس ، ولكن في كل الأحوال لقد ضخت تلك التجارة أموال هائلة إلى أوروبا .
ويقول ابن فضلان قد كان هناك عدد من العوامل جعلت تجارة العبيد الصقالبة غير مستقرة ، منها أن مراحل الحكم العباسية والأموية في الأندلس لم يستمر أي منها لمدة أكثر من مائة عام وأيضًا بسبب امتداد طرق التجارة في مناطق التجارة وقبل كل شيء اختلاف الطلب على الصقالبة في المناطق الإسلامية .
وقد تطلب نقل العبيد من أوروبا والذي لم يكن يتم إلا عن طريق البر ترتيبات لوجيستية هائلة ومتقدمة ، فكانت تنظم قوافل ضخمة لنقل العبيد ، مثل القافلة التي انضم إليها ابن فضلان وكانت تنقل 5000 رجل من العبيد الصقالبة .
حقائق تاريخية عن الصقالبة
استقر عدد كبير من العبيد الصقالبة في الأندلس وكانوا يعملون كخدم في المنازل ، ويقال أن عدة آلاف منهم على الأقل قد عاشوا في مدينة الزهراء في عهد الخليفة عبد الرحمن الثالث في منتصف القرن العاشر .
وأيضًا كان هناك جزء من الصقالبة المخصيين قد لعب دورًا في الجزء الشرقي من العالم الإسلامي الذي حكمه الأتراك العثمانين ، حيث عملوا في الحرس وقد استخدم الصقالبة مواقعهم في الجيش والحراسة للوصول إلى مناصب هامة أخرى في الدولة ومراكز متنوعة وهذا أمر مذهل بالنظر إلى أعداد الأشخاص الذين اشتهروا من الصقالبة والمناصب التي كانوا يشغلونها فمثلًا في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله بالأندلس ، ازداد دور فائق وجودر داخل القصر وعظم نفوذهم حتى حكم كل واحد منهم ألف مملوك ، حتى أنهم بعد وفاة الخليفة حاولوا تولية المغيرة بن الرحمن بدلًا من ولي العهد على العرش .
وقد كانت الأندلس منطقة هامة للطلب على العبيد الصقالبة ، فنجد في وصف الأندلس من قبل العالم الغرافي ابن حوقل والذي سافر كثيرًا بين عامي 943م و973م وزار الأندلس وآسيا الوسطى تلمحًا عن الصقالبة ، حيث قال ” من بين الأشياء الشهيرة في بضائع الأندلس فتيات جميلات وفتيان ، كان يتم جلبهم من بلاد الفرنجة ويطلق عليهم الصقالبة المخصيين ، وكان يتم تصديرهم إلى جميع أنحاء العالم عبر الأندلس لأنها كانت قريبهم من بلادهم ، وكانت تلك التجارة تدار بواسطة التجار اليهود .