اشهر قصائد احمد شوقي

لاشك أن أحمد شوقي يعد واحد من أهم شعراء العصر الحديث وأنه احتل مكانة هامة جدًا في الأدب العربي الحديث وذلك بفضل إنتاجه وعطاؤه الأدبي الغزير والمتنوع على مدار أربعين عامًا ، ومثل باقي الشعراء فقد اتفق واختلف بعد النقاد على أشعاره ، ومع ذلك فإنه استحق بجدارة أن يحصل على لقب أمير الشعراء .
محتويات
نبذة عن الشاعر أحمد شوقي
ولد الشاعر أحمد شوقي في 16 أكتوبر 1868م ، وقد نشأ في قصر الخديوي إسماعيل ، وبدأ داسته في مصر ، ولكنه أرسل في بعثة للدراسة في أوروبا ، وقد تأثر كثيرًا من حياته في فرنسا ثم عاد للقاهرة ، وقد نفاه الإنجليز مرة أخرى إلى أسبانيا عام 1915م ، وقد تأثر أسلوبه الشعري في البداية بالشعر الأوروبي ، ولكن أسلوبه قد اختلف وتطور كثيرًا بعد فترة من عودته للقاهرة .
وقد كان شوقي في بداية حياته ، يكتب الكثير من شعر المديح في الخديوي عباس حلمي ابن الخديوي إسماعيل ، وهذا الأمر غير مستغرب لأن شوقي قد نشأ داخل قصورهم .
لم يقتصر إنتاج أحمد شوقي الأدبي على القصائد فقط ، ولكنه أيضًا اندفع نو عالم المسرح ، فقام بتأليف أول مسرحية له وهو ما يزال في البعثة بعنوان “علي بك الكبير” ولكنه ربما يكون في ذلك لم يكن أسلوبه الأدبي قد ارتقى وأكتمل، لذلك فإنه أعاد كتابتها مرة أخرى فيما بعد .
وربما يكون عدم رضا أحمد شوقي عن تجربته الأولى مع المسرح الشعري هي التي دفعته يتوقف عن تابة هذا الشكل من الأدب لفترة طويلة بعد ذلك ، وعندما عاد شوقي إلى القاهرة قام بتأليف مجموعة من القصص ومع ذلك فإن تلك المؤلفات لم تلقى نفس النجاح والشهرة التي حصلت عليها قصائده وظلت أشعاره هي أهم وأشهر أعماله الأدبية .
وفي خلال سنوات حياته الأخيرة قام شوقي بكتابة المسرحيات الشعرية ، فقا بتأليف سبع مسرحيات شعرية تعد من أفضل أعماله ، كما قام بإعادة صياغة مسرحيته “علي بك الكبير” ، وقد كانت جميع مسرحيات أمير الشعراء أحمد شوقي شعرية ، باستثناء مسرحية ” أميرة الأندلس ” فقد كانت مسرحية نثرية .
وكانت أول مسرحية شعرية كتبها أمير الشعراء بعد علي بك الكبير هي مسرحية “مصرع كليوباترا ” عام 1927م ، ثم كتب أيضًا مسرحية عنترة عن قصة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد ، ومسرحية مجنون ليلي ومسرحية قمبيز والبخيلة والست هدى وأميرة الأندلس .
من مسرحية عنترة
- سَلي الصبْحَ عنِّي كيف يا عبلَ أُصبحُ .
- وأينَ يَراني نجْمُهُ حين يَلْمَحُ .
- أفي خَيْمتي كالناس أم في بُيوتكم .
- أَبُثُّ الخيامَ الشوْقَ وهْو مبرِّحُ .
- أُقبِّلُ أَطنابَ البيوت وَرُبما .
- تلفَّتُّ عن مُنْهلَّة الدمع تَسْفَحُ .
- أرى بوقُوفي في ديارك راحةً .
- كما يستريح ابْنُ السبيل المُطَرَّحُ .
- أبوك غريرُ القلب لم يعرف الهَوى .
- ولم يَدْر ما يأسُو القلوبَ ويَجْرَحُ .
قصيدة ولد الهدى
هي قصيدة مدح عمودية من بحر الكامل ، كتبها الشاعر أحمد شوقي لمدح أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول فيها :
- وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ .
- الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ ، لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ .
- وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي ، وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ .
- وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا ، بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ .
- وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ ، وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ .
- نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ ، فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ .
- اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ ، أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ .
- يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً ، مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا .
- بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي ، إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ .
- خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ ، دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ .
- هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت ، فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ .
- خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها ، إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ .
- بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت ، وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ .
- وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ ، حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ .
من ديوان شوقيات
كان شوقي يقيم في المطرية ، وقد وجد أن أبناء المطرية يحتاجون لإنشاء مدرسة جديدة في تلك المنطقة ، فقام بكتابة شعر بعنوان “المطرية تتكلم ، ناشد فيه وزير المعارف أن ينشئ مدرسة جديدة في المطرية قال فيه :
- يا ناشرَ العلم بهذا البلاد وُفِقتَ **نشرُ العلم مثل الجهاد .
- باني صَرحِ المجدِ ** أنت الذي تبني بيوتَ العلم في كل ناد .
- بالعلم ساد الناس في عصرهم ** واخترقوا السبع الطباق الشداد .
- أيطلب المجد ويبغي العلا ** قوم لسوق العلم فيهم كساد .
من مسرحية مجنون ليلى
- ياليلَ، قبرُكِ ربوةُ الخلدِ .
- نَفَحَ النعيمُ بها ثرى نجدِ .
- في كلِّ ناحيةٍ أرى ملكا .
- يتنفسَّون تنفسَ الوردِ .
قصيدة نهج البردة
ألف الشاعر أحمد شوقي تلك القصيدة بمناسبة ذهاب الخديوي لأداء الحج ، وهي على غرار قصيدة البردة للإمام البوصيري :
- ريم على القاع بين البان والعلم * * أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
- رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا ** يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
- رزقت أسمح ما في الناس من خلق ** إذا رزقت التماس العذر في الشيم .
- يا لائمي في هواه والهوى قدر * * لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم .
- صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ** فقوّم النفس بالأخلاق تستقم .
- والنفس من خيرها في خير عافية ** والنفس من شرّها في مرتع وخم .
- لزمت باب أمير الأنبياء ومن ** يمسك بمفتاح باب الله يغتنم .
- علقت من مدحه حبلا أعزّ به ** في يوم لا عزّ بالأنساب واللحم .
- يزري قريضي زهيرا حين أمدحه ** ولا يقاس إلى جودي لدى هرم .
- محمّد صفوة الباري ورحمته **وبغية الله من خلق ومن نسم .
- وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة ** متى الورود وجبريل الأمين ظمي .
- يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة ** حديثك الشهد عند الذائق الفهم .
- حليت من عطل جيد البيان به ** في كل منتثر في حسن منتظم .
- المادحون وأرباب الهوى تبع** لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم .
- مديحه فيك حب خالص وهوى ** وصادق الحب يملي صادق الكلم .
- الله يشهد أني لا أعارضه ** من ذا يعارض صوب العارض العرم .
- وإنما أنا بعض الغابطين ومن ** يغبط وليك لا يذمم ولا يلم .
- أخوك عيسى دعا ميتا فقام له ** وأنت أحييت أجيالا من الرمم .
- قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا ** لقتل نفس ولاجاؤوا لسفك دم .
- جهل وتضليل أحلام وسفسطة ** فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم .
- يارب هبّت شعوب من منيتها ** واستيقظت أمم من رقدة العدم .
- سعد ونحس وملك أنت مالكه ** تديل من نعم فيه ومن نقم .
- رأى قضاؤك فينا رأي حكمته ** أكرم بوجهك من قاض ومنتقم .
- فالطف لأجل رسول العالمين بنا ** ولا تزد قومه خسفا ولا تسم .
- يا رب أحسنت بدء المسلمين به ** فتمّم الفضل وامنح حسن مختتم .