انجازات ابن البيطار

كان ابن البيطار واحد من أعظم علماء الأندلس ، بل كان أعظم عالم نبات وصيدلي خلال العصور الوسطى ، وله العديد من الإسهامات الرئيسية في علم النباتات والصيدلة منها موسوعة الجامع في الأدوية المفردة والتي وصف فيها أكثر من 1400 نوع من العقاقير النباتية والحيوانية .
محتويات
من هو ابن البيطار
الاسم الكامل لابن االبيطار هو أبو محمد عبد الله بن أحمد بن البيطار ضياء الدين المالقي ، وقد ولد في مدينة ملقة بالأندلس في نهاية القرن الثاني عشر ، وقد درس علم النباتات من عالم النباتات أبو العباس النبطي ، وقد بدأ معه ابن البيطار عملية جمع النباتات من جميع أنحاء الأندلس وما حولها .
وفي عام 1219م قرر ابن البيطار أن يغادر الأندلس ليبحث عن أنواع جديدة من النباتات فسافر على طول الساحل الشمالي لأفريقيا ووصل حتى آسيا الصغرى ولم يعرف في الواقع هل سافر عبر البحر أم عن طريق البر ، ولكن المحطات الرئيسية التي توقف فيها هي القسطنطينية وتونس وطرابلس وبرقة وأداليا .
وفي عام 1224م عينه والي مصر الأيوبي الحاكم الكامل ناصر الدين محمد كبير المعالجين بالأعشاب ، وفي عام 1227م استطاع الكامل أن يبسط سيطرته على دمشق ، فاصطحب معه ابن البيطار إلى دمشق وهذا أتاح الفرصة أمام ابن البيطار لجمع النباتات من الشام ، وامتدت أبحاثه على مساحة شاسعة من الأراضي منها شبه الجزيرة العربية وبيت المقدس ، وقد توفي بن البيطار في دمشق عام 1248م .
إسهامات ابن البيطار العلمية
تعتبر أهم إسهامات ابن البيطار العلمية هي كتاب الجامع في الأدوية المفردة ، وهو واحد من أهم وأكبر الموسوعات التي تتناول النباتات الطبية وتأثيرها باللغة العربية وقد احتل هذا الكتاب مكانة كبيرة بين جميع علماء النبات حتى القرن السادس عشر ، فهذا الكتاب عمل نهجي منظم جمع فيه ابن البيطار اكتشافات وأعمال العلماء السابقين له ولكن جزء كبير منه يعتبر من اكتشاف ابن البيطار بنفسه .
وقد ضم هذا العمل الموسوعي حوالي 1400 عنصر مختلف معظمها نباتات طبية ، ومنهم حوالي 200 نوع لم يكونوا معروفين في السابق ، كما أنه أشار في هذا الكتاب لأعمال 150 من علماء المسلمين الذين سبقوه كما استشهد بكتابات 20 من علماء اليونان القديمة ، وقد ترجمت تلك الموسوعة إلى اللغة اللاتينية عام 1758م .
أما أطروحته الضخمة الثانية فهي كتاب المغني في الأدوية المفردة وهو موسوعة طبية يسرد فيها ابن البيطار جميع الأدوية وفقًا لقيمتها العلاجية ، وهو يتكون من عشرين فصل ويشرح فيها أنواع النباتات ذات الأهمية الطبية في علاج أجزاء الجسم المختلفة ، وأيضًا بالنسبة للعمليات الجراحية حيث نقل عن الجراح المسلم الشهير أبو القاسم الزهراوي ، وقد قام ابن البيطار بإطلاق أسماء يونانية ولاتينية للنباتات بجانب الأسماء العربية وهذا سهل عملية نقل المعرفة .
وتتميز كتابات ابن البيطار بالملاحظة والتحليل الدقيق والتصنيف ، وقد كان لها تأثير عميق في علم النبات والطب في العالم الشرقي والغربي ، وعلى الرغم من كتابه الجامع لم يتم ترجمته إلا في وقت لاحق ، إلا أن الكثير من العلماء الغربيين قد درسوه وأشاروا إليه في كتاباتهم المختلفة .