ما لا تعرفه عن فريدريك نيتشه

كان نيتشه فيلسوف ملحد يكره الدين والأخلاق ، وغالبًا ما كانت فلسفته تختلط مع فكرة النازية ، وذلك لأن أخته النازية كانت تحاول إعادة إحياء أعماله بعد وفاته وقد قامت بالتلاعب ببعض أعماله ليبدو وكأنه شخص نازي ، لكن في الواقع فإن حياة نيتشه لم تكن حياة سوية كما يتصور البعض من خلال أفكاره ، وقد نادى نيتشه ب”موت الإله ” وادعى نيتشه خلال حياته أن الإنسان يصنع هويته من خلال تحقيق الذات والقيام بذلك دون الاعتماد على أي شيء يتجاوز تلك الحياة التي نعيشها مثل “الله ” أو الروح ، وإليك بعض الحقائق عن حياة نيتشه ربما لا يعرفها الكثيرين عنه وفقًا لسلسلة صنعها الفيلسوف آلان دي بوتون عام 2000 م عن الفلسفة
محتويات
نبذة عن حياة نيتشه
ولد نيتشه في 15 أكتوبر 1844م لكارل لودفيج وفرانزيسكا نيتشه ، وكان والده قس لوثري يعيش في بلدة روكين البروسية الصغيرة ، وعندما كان في الخامسة من عمره توفي والده ، وعندما كان في الخامسة توفى والده وتركه هو وإخوته ، وقد توفي أخيه الصغير بعد ذلك بوقت قصير ، وهذا جعل نيتشه هو الرجل الوحيد في عائلته ، حيث عاش مع والدته وشقيقته وخالته وجدته من الأب ، وكانت والدته تقوم بشخصية الأب في حياته .
انتقلت العائلة بعد ذلك إلى منطقة حضرية ونيتشه حصل على تعليم جيد ، كما أسس مجتمع أدبي مع زملائه وعزف البيانو ، ولكنه لم يكن معروف في ذلك الوقت ، وفي عام 1864م دخل جامعة بون وقضى السنة الأولى دون أي إنتاج فكان يتصل بأصدقائه القدامى ، وبعد ذلك بدأت أفكاره تتشكل فتخلى عن الدين محطمًا آمال والدته التي كانت تطمح أن يكون نيتشه قسًا .
وفي عام 1865م تبع أستاذه فريدريش ريتشل إلى جامعة لايبزيغ وبدأ يدرس النصوص اليونانية القديمة ، وقد لفت انتباه البروفيسور ريتشل حتى نشر مقاله في مجلته الأكاديمية ، وتبعها كتابات أخرى ، واستطاع أن يحصل على الدكتوراة في عام 1869م وهو في الرابعة والعشرين فقط من عمره .
ولكن في عام 1870 م وبسبب حماسة الشباب توقف عن التدريس وانضم للجيش الألماني عند اندلاع الحرب الفرنسية البروسية ولكن خدمته في الجيش انتهت بسبب إصابته بالدوسنتاريا والدفتيريا ، وقد كان نيتشه في البداية من المعجبين بفاجنر في البداية ولكن نظرته له قد تغيرت في نهاية حياته .
وفي الوقع فإن أفكار نيتشه لم تتطور إلا في النصف الثاني من سبعينيات القرن التاسع عشر وكان وقتها استاذًا في جامعة بازل السويسرية ، وهي نفس الفترة التي شهدت اضطرابات كبيرة في حياته ، حيث عانى من اضطرابات الجهاز الهضمي والصداع النصفي بشكل مستمر وتراجع بصره .
وبعد قيامه بنشر كتابه ولادة المأسأة تاثرت سمعته الأكاديمية كثيرًا بسبب النقد الشديد للكتاب ، كما وجد صعوبة في جذب الطلاب ، وبحلول الرابعة الوثلاثين من عمره اتفقت معه إدارة الجامعة على التقاعد مقابل معاش بسيط ، وبعد مغادرة الجامعة بدأ إنتاجه يزداد غزارة ، ولكنه لم يستقر في مكان واحد لفترة طويلة لأنه كان يتنقل بحثًا عن علاج لأمراضه ، وظل في عزلة معظم وقته ، حتى شاهد حصان خارج منزله يتم ضربه بشدة فانهار ودخل إلى مستشفى للطب النفسي عام 1880م ، وظل هناك حتى توفي في عام 1889م بتورينو الإيطالية ، وقد استولت شقيقته على أعماله الأدبية بعد وفاته وحتى تلك الفترة لم تكن أعماله قد حازت على شهرة كبيرة ، ولكن بعد أن استولت أخته النازية عليها بدأت سريعًا في الترويج لها وتحرير بعض أعماله لتناسب أفكارها .
حقائق أخرى عن نيتشه
كان نيتشه فاشلًا خلال حياته
لقد حقق نيتشه إنجازًا في بداية حياته عندما استطاع أن يصبح استاذًً في الرابعة والعشرين ، ومع ذلك فقد عزله أقرانه في الجامعة وأجبر على التقاعد بحلول سن الخامسة والثلاثين ، كما أراد نيتشه أن يترك الفلسفة ويهتم بالبستنة ، ولكنه على ما يبدو قد فشل في ذلك ، ولم تشتهر أعمال نيتشه إلا بعد وفاته .
كان ضعيف ومريض طوال حياته
هل تعلم أن الفيلسوف الذي دافع عن القوة الضاربة للرجل والتخلص من الضعفاء لم يكن في الواقع التمثيل الفلسفي لأحد الأبطال الخارقين ، ولكنه في الواقع كان شديد الحساسية وظل مريض لمعظم حياته ، ويرجع السبب في ذلك لمرض الذي الذي أصيب به وهو في سن صغير ، ويرجح أن نيتشه قد التقطه من أحد بيوت الدعارة وهو مازال في الجامعة وقد أثر ذلك على علاقته بالنساء لبقية حياته ، ويشير بوتون إلى أن فلسفة نيتشه هي ملائمة كثيرًا لحياته ، فالرجل الذي شعر بالكثير من الألم يجب أن يحتفل به .
عانى من الانهيار العقلي
أثناء سير نيتشه في أحد شوارع تورينو بإيطاليا رأى حصان يتم ضربه بالسوط ، فأصيب نيتشه بالانهيار وجرى نحو الحصان وأمسكه بذراعيه ليحميه من الضرب ، ثم سقط وانهار على الأرض ، وبعد تلك الحادثة عاد نيتشه إلى منزله وفكر في إطلاق النار على القيصر ، وبعد ذلك بدأ يؤمن أنه بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة مثل نابليون والمسيح وبوذا وشخصيات أخرى ، وظل كذلك حتى قامت عائلته بإدخاله إلى مصحة عقلية وظل بها 11 عام حتى توفي عن عمر يناهز 56عام .
كان يرى أن الكحول سيء مثل المسيحية
لقد جمع نيتشه كلًا من الكحول والمسيحية في فئة “القرف الذي لا يجعلك لا تعانق المعاناة” وكان يعتقد أن الإنسان لا يجب أن “يغرق في أحزانه ” ، وكان يعتقد أيضًا أن المسيحية مثل الكحول تضعف الألم وتضعف أيضًا العزم على التغلب على المشكلة التي سببت الألم ، وهذا هو السبب في أن الكنيسة بعد وفاة نيتشه دونت بجوار اسمه في السجلات كلمة “المسيح الدجال المعروف ” .