عام

من هو زرادشت

زرادشت هو مؤسس ديانة وثنية قديمة تعرف باسم الزرادشتية أو الماجوسية ، وقد عاش هذا الرجل في بلاد فارس (إيران الحالية ) ، وقد سيطرت تلك الديانة على بلاد فارس حتى منتصف القرن السابع الميلادي ، عندما بدأ الإسلام في الانتشار في تلك المنطقة بعد سقوط الإمبراطورية الساسانية وهي أخر إمبراطورية فارسية قبل الإسلام .

من هو زرادشت

إن المصادر التاريخية لم تحتوي على أي إشارة موثقة للفترة الزمنية التي عاش فيها زرادشت بالتحديد ، وقد عاشزرادشت في بلاد فارس الشرقية وقد أشارت بعد الدراسات إلى أنه قد عاش في آسيا الوسطى في منطقة السهوب الآسيوية الداخلية في كازاخستان ، ويقال أن زرادشت كان كاهنًا وأنه كان أحد أبناء عائلة سبتميد وهو ابن بوريساسبا الفارسي النبيل ، وقد ادعى زرادشت وهو في سن الثلاثين أنه قد تلقى الوحي الإلهي وأنه شاهد عدد من الرؤى من الله ، وقد حاول أن ينشر ديانته ولكنه لم ينجح .

وكان قبل ظهور هناك دين وثني أخر في بلاد فارس له عناصر تنطوي على عبادة الأصنام والحيوانات والأرض والشمس وكانت لها قواسم مشتركة مع الديانة الفيدية في الهند ، وكانت طقوس تلك الديانة تنطوي على ذبح الحيوانات ، وقد رآى زرادشت أن ذلك العمل غير أخلاقي ، فأكسبه ذلك عداوة من يطلق عليهم اسم الكاربان ، وهم مجموعة الكهنة المكلفين بأداء طقوس الديانة القديمة في بلاد فارس .

كما اكتسب أيضًا عداوة مجموعة من النبلاء في بلاد فارس أطلق عليهم اسم الكاويين ، وقد صورتهم الكتب الزرداشتية بأنهم كانوا أصحاب القوة الاجتماعية والنفوذ في ذلك الزمن ، وأن زرادشت أضطر أن يهرب من موطنه خوفًا منهم ، وتقول الأسطورة أن زرادشت أثناء سفره قابل حاكم محلي يدعى فيشتاسبا وأن زرادشت استطاع أن يشفى حصان الحاكم بطريقة تبدو مثل المعجزة ، فسمح له هذا الحاكم بنشر ديانته بحرية ، وبدأ زرادشت يكتسب اتباع جدد وانتشرت أفكاره بسرعة ، وظل ينشر أفكاره لعقود حتى تم اغتياله وهو في السابعة والسبعين من عمره بينما كان يصلي في المذبح على يد كاهن لديانة أخرى منافسة للزرادشتية .

الزرادشتية

رأر زرادشت أن الآلهة الفارسية القديمة لم تكن تستحق العبادة ، وقد بنى دعوته على فكرة وجود صراع افتراضي بين إله الخير “أحورا مازدا ” وبين الخصم الشرير لأحورا واسمه “أنغرا ماينيو” ، وأحورا مازدا من وجهة نظر زرادشت هو إله خير وحكيم ، وأن الإنسان يجب أن يجب أن يدعم هذا الكفاح من الخير عن طريق عيش حياة فاضلة لأن هذا يدعم أحورا ضد خصمه ، وقد أدعى زرادشت أن أحورا مازدا هو الإله الأعلى خالق الكون ومع ذلك فإنه لم يكن يتمتع بقدرات غير محدودة ، ولكن قدراته كانت متكافئة مع أنغوا ماينيو على مدار آلاف السنين حتى ظهر زرادشت ، فبدأت المعركة تحسم لصالح أهورا مازدا .

وقد روج زرادشت أن أحورا مازدا في النهاية سوف يحسم الأمر وينتصر على عدوه في معركة نهائية وسوف يدمر كل الشر ويعيد ترتيب الكون ويجمع بين السماء والأرض ، وقد شدد زرادشت فكرة الإرادة الحرة وعلى المسئولية الأخلاقية للفرد وأن قرار يتخذه يجب أن يكون فرصة لتدعيم الخير ضد الشر لذلك من المهم أن يعرف الإنسان ما هو الخير وما هو الشر وأن قدرة البشر على التفريق بينهما هي التي تميزهم عن الحيوانات .

وقد أنشأ زرادشت كتاب ديني أو مدونة أخلاقية تسمى أبستاق أو أفيستا وقد تضمنت تعاليم زرداشت قول الحقيقة والإحسان إلى الزملاء ومحبتهم والاعتدال في تناول الطعام والصدق في التعامل مع الآخرين والوفاء بالوعود ، ووفقًا للأفيستا فإن واجب الفرد له ثلاثة جوانب وهي تكوين الصداقات من بين الأعداء وجعل الأشرار صالحين وتعليم الجاهل ، ولكن من الصعب الآن معرفة إذا ما كانت تلك التعاليم قد طورها زرادشت بنفسه أم ابتكرها اتباعه من بعده .

أساطير حول زرادشت

يرى بعض المؤرخين أن زرادشت لم يكن شخص حقيقي موجود ، ومع ذلك لم يتوقف اتباع زرادشت عن نسج الأساطير حوله ، ومن بين تلك الأساطير أن هناك ملاك دخل إلى الأض ثم دخل إلى جسد الكاهن زرادشت من خلال العصير الذي كان يشربه في أحد الاحتفالات الدينية ، وفي نفس الوقت دخل مجد السماء في صورة شعاع من الضوء إلى صدر خادمة ملكية ، وقد تزوجت تلك الخادمة من كاهن وأنجبا زرادشت وهو نتيجة تزاوج اللاك مع مجد السماء .

ومن أجل السعي للوصول لنهاية الحكمة انسحب زرادشت من المجتمع وعاش في البرية ، فقام الشيطان بإغوائه ، ولكن زرادشت لم يستجيب للإغواء ، وقام بعدها بزيارة أهورا مازدا الذي سلمه الكتاب المقدس للزرادشتيه وطلب منه أن ينشر ديانته الجديدة .

وقد استمدت الزرادشتية شرعية في عهد الدولة الإخمينية ببلاد فارس في القرن السادس قبل الميلاد ، كما تبنتها الأسرة البارثية والإمبراطورية الساسنية ، ومنحت الكهنة الزرداشتيين قدر كبير من القوة حتى دخول الإسلام إلى بلاد فارس بعد سقوط الإمبراطورية الساسانية .

المراجع:

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى