قصة “جسر انتحار الكلاب” الغريبة

يتجنب أصاحب الكلاب العبور من فوق جسر أوفرتون في دمبارتون بأسكتلندا بصحبة حيواناتهم منذ ستينيات القرن العشرين ، حيث أصبح الجسر معروف لدى السكان المحليين بأنه مكان غامض لما أسموه بـ ” انتحار الكلاب ” .
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز ، فإن السكان المحليون ، يقدرون عدد الكلاب التي قفزت من فوق الجسر بحوالي 300 كلب ، بينما ذكرت الصحف المحلية أن عددهم يقرب من 600 ، وقد مات منهم بالفعل 50 كلبًا نتيجة لتلك القفزات غير المبررة من فوق الجسر .
وقد أدت تلك الظاهرة إلى أن يحصل الكلب على لقب “جسر انتحار الكلاب” .
محتويات
تاريخ بناء جسر أوفرتون
في البداية كان مكان الجسر ملكًا لعائلة تعرف باسم أوفرتون ولا تزال تلك المنطقة تعرف باسم مزرعة أوفرتون حتى الآن ، وفي عام 1859م استحوذ رجل القانون جيمس وايت على الملكية ، وكان قد تقاعد من العمل بالقانون حتى ينضم لوالده في تجارة المواد الكيميائية وبعد ثلاثة سنوات قام ببناء منزل أوفرتون في المزرعة .
وعندما توفى جيمس وايت في عام 1894 قام ابنه باستئجار مصمم المناظر الطبيعية هنري ميلز ، لتصميم جسر يربط بين أوفرتون وجارشيك ، ويعد الجسر امتداد لطريق السير المجاور للمنزل .
وقد اكتمل الجسر في عام 1895م ، ومنذ ذلك الحين أصبح مكان شهير بين المشاة وأصحاب الكلاب ، ويرجع ذلك إلى تصميمه المزخرف الرائع والمساحات الخضراء المورقة الموجودة على كلا جانبيه ، ومنذ أن أصبح الطريق مشهورين المشاة تم الإبلاغ عن أحداث غريبة تكررت عشرات المرات في نفس المكان على الجسر .
حالات انتحار الكلاب الغريبة
وتتمثل تلك الأحداث في قيام الكلاب التي تسير مع أصحابها فوق الجسر للتريض بالالتفاف بسرعة نحو سور الجسر وتقفز من فوقه ، ويموت بعضها بسبب السقوط على الصخور التي تقع على مسافة 50 قدم أسفل الجسر .
ويزعم بعض الشهود أنهم شادوا الكلاب تتسلق سور الجسر ثم تقفز ، وفي تقارير أكثر إثارة يقول البعض أن هناك كلاب قد نجت من أول قفزة من فوق الجسر ، ولكنها عادت لتقفز مرة أخرى .
وتقول لوتي ماكينون وهي مالكة لكلبة تدعى بوني ” أنها بمجرد اقترابها مع بوني من الجسر شعرت أنها في البداية قد تجمدت في مكانها ، ثم بعد ذلك بدت وكأنها تملك طاقة غريبة وركضت بسرعة نحو السور ثم قفزت ، ولكن بوني كانت من المحظوظين الذين نجوا من القفز من فوق الجسر ” .
ولم تكن ماكينون هي مالكة الكلب الوحيدة التي شهدت انتحار كلبها من فوق الجسر ، ولكن في عام 2011 كان ديفيد ولويز ماكفيل يسيران ومعهما كلبهما اللابرادور الذي يسمى “صوفي” من فوق الجسر ، وقبل أن يلاحظ الزوجين أي شيء كانت صوفي قد قفزت بالفعل وغاصت في الماء .
فبدأت تصرخ ديفيد لقد قفزت صوفي من فوق الجسر ، لقد قفزت ! ، وقد حدث هذا الأمر بسرعة كبيرة بعد ثوان فقط من وصولهما إلى الجسر !
تفسير الظاهرة الغريبة
وقد أثارت تلك الحوادث المتكررة انتباه الجمعية الاسكتلندية لمنع القسوة على الحيوانات ، فقامت بإرسال ممثلين عنها للتحقيق ، ولكنهم في الواقع أصبحوا أكثر حيرة ولم يستطيعوا حل اللغز .
ومن المعروف أن سكان دمبارتون يؤمنون بالكثير من الخرافات مما ساعدهم بالتأكيد على تفسير ظاهرة قفز الكلاب من فوق الجسر ، فالكثير من السكان مقتنعون أن هناك قوة خارقة للطبيعة كامنة فوق الجسر ، وهي السبب في حدوث تلك الظاهرة العجيبة .
وتقول الأسطورة المحلية أن شبح أرملة جون وايت المالك السابق لأوفرتون مازالت تطارد الملكية حتى الآن وأطلقوا عليها اسم “السيدة البيضاء أوفيرتون” ، كما تحدث السكان عن ظهور أشباح في نوافذ المنزل والأرض المحيطة به ، وأنه من المحتمل أن تكون السيدة البيضاء هي من تحث الكلاب على القفز .
وهناك من يفكر بطريقة عقلانية أكثر في تلك الظاهرة ، فيرون أن السبب الحقيقي وراء قفز الكلاب هو انجذابها للروائح القوية التي تسببها الثدييات التي تعيش أسفل الجسر ، ويرى العالم السلوكي ديفيد ساندز أن سبب القفز ربما يتعلق بفرق المنظور أو الرؤية بين الكلاب والبشر ، وأن عامل الرائحة والمنظور يجتمعان معًا مما يؤدي لقفز الكلاب .
فمنظور البشر أكبر بكثير من منظور الكلاب لذلك نرى البيئة من حولنا من منظور أوسع بينما الكلاب ترى من منظور منخفض للغاية ، ومع ذلك يبقى السؤال لماذا جسر أوفرتون بالتحديد دون جميع الجسور الأخرى الموجودة في هذا البلد ؟ .