تاريخ اكتشاف البلاديوم

“ليس كل ما يلمع ذهبًا ” بالطبع سمعت هذه المقولة من قبل وبالطبع أيضًا فأنت غالبًا قد رأيت الذهب من قبل ، هذا المعدن اللامع الثمين الموجود في كثير من المجوهرات ، ذهب هو المعدن الوحيد الذي لفت انتباه البشرية لقرون عديدة ، ويرجع ذلك إلى ندرته وبريقه اللامع .
وهناك الفضة أيضًا التي تميل إلى أن تكون ثمينة لدى البشر ، وهذه المعادن ثمينة بالنسبة لنا ولها تأثير كبير في حياتنا ، ولكن هل تعلم أن هناك معادن أخرى لها قيمة أكبر من الذهب والفضة .
ومن تلك المعادن معدن يعرف باسم البلاديوم، وهو معدن لامع يشبه الفضة ولكنه أعلى قيمة منها ، ويرمز للبلاديوم بالصيغة الكيميائية Pd وهو مزيج من 6 نظائر مستقلة لها أرقام كتلة 102 و104 و105 و106 و108 و110 ، بالإضافة إلى ذلك فإنه يحتوي على 33 نظيرًا صناعيًا مشعًا له نصف عمر ، ويؤدي تسخينه في وجود الأكسجين إلى تكون أكسيد البلاديوم ، ويمكن أن يتفاعل مع الكلور والفلور في وجود الحرارة ، وفي الظروف العادية لا يتفاعل البلاديوم مع معظم الأحماض ، ولكنه يتفاعل معها في وجود الحرارة .
محتويات
اكتشاف البلاديوم
البلاديوم هو عنصر من عناصر الجدول الدوري ، ورقمه الذري هو 46 ، ويوجد في منطقة المعادن الانتقالية في الجدول الدوري في نفس المجموعة مع عنصري النيكل والبلاتين ، ويتم استخدام البلاديوم في صنع العملات بعض العملات المعدنية الروسية .
وقد تم اكتشاف هذا العنصر لأول مرة منذ زمن بعيد ، بالتحديد في عام 1803م ، على يد الكيميائي/ الفيزيائي الإنجليزي ” ويليام هايد لاوستون” ، وقد قام بتسميته بالابلاديوم بسبب كويكب يدعى ” Pallas” وهو كويكب له أهمية تاريخية في الأساطير اليونانية القديمة ويشير إلى آلهة الحكمة اليونانية القديمة ، أما الجزء الثاني من الاسم فهو مشتق من أسماء العناصر الأخرى مثل الإيريديوم والروديوم والروثينيوم ، وهذه المعادن تعرف باسم مجموعة البلاتين platinum ، نظرًا لأن جميع تلك العناصر تتشابه في خصائصها الكيميائية .
وكان لاوستون قد فحص بعض المخلفات المتبقية من ذوبان البلاتين في محلول الماء الملكي ، وهو محلول مركز من أحماض الهيدروكلوريك والنيتريك ، ثم قام بعزل البلاديوم بعد إجراء سلسلة من التفاعلات الكيميائية وأخيرًا حصل على مركب سيانيد البلاديوم فقام بتسخينه ليحصل في النهاية على معدن البلاديوم .
وقد شارك لاوستون اكتشافه مع العالم بطريقة غير تقليدية ، حيث قام بطرح كمية من هذا المعدن في أحد متاجر المعادن في جيرارد ستريت بلندن ، ثم قام بطبع كتيبات مجهولة المصدر وقام بتوزيعها في جميع أنحاء المدينة ، وكانت تتحدث عن خصائص المعدن الجديد
لكن بسبب طريقة الإعلان عن المعدن شكك العديد من الكيميائيين في أهميته ، وادعى البعض مثل ريتشارد شينيفيكس أن هذا المعدن مجرد سبيكة تم تصنيعها في المعمل من البلاتين والزئبق ، ولكن لاوستون رد على هذا الادعاء بأن عرض جائزة مالية كبيرة لأي شخص يمكنه تصنيع البلاديوم في المعمل .
وفي عام 1805م أعلن لاوستون أمام الجمعية الملكية البريطانية عن اكتشافه وعن خصائص البلاديوم وطريقة عزله ، وأوضح أنه ترك اسمه مجمهول طوال كل تلك الفترة حتى يتسنى له فهم خصائص هذا المعدن جيدًا قبل الإعلان عن اسمه .
استخدامات البلاديوم
الآن وقد عرفنا نبذة عن البلاديوم هل تعرف أنك ربما تجلس على البلاديوم كل يوم ؟ هذا صحيح فمعظم البلاديوم الذي يتم استخراجه يذهب إلى صناعة المحول الحفاز في السيارة ويتمثل دور هذا المحرك في أخذ الغازات الضارة التي ينتجها محرك السيارة مثل غاز أول أكسيد الكربون ، ويحولها إلى غازات أقل ضررًا مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون قبل أن تخرج من السيارة ، وقد اكتشف العلماء أن البلاديوم يقوم بعمل رائع في هذا الشأن .
وتشمل التطبيقات الأخرى للبلاديوم هي استخدامه في صنع المجوهرات والأدوات الجراحية وشمعات الاحتراق الخاصة بالسيارة وبعد الأدوات الموسيقية الكلاسيكية مثل المزامير ، كما أن الكيميائيون الي يعملون في مجال الكيمياء العضوية يعتمدون عليه اعتمادًا كبيرًا حيث يستخدم كعامل حفاز في التفاعلات الكيميائية ، على سبيل المثال يمكن هدرجة الرابطة الثانية لجزيء الكربون في التفاعلات الكيميائية بسهولة تامة عند استخدام البلاديوم كعامل حفاز في التفاعل الكيميائي .