الثقافة

ما هو عصر العقل

عصر العقل هو فترة في التاريخ أظهرت فيها بعض الدول مثل فرنسا وإنجلترا أسلوبًا مختلف في التفكير في الحياة ، ففي القرن الثامن عشر بدأ التشكيك في أشياء مثل الدين والفلسفة والحياة الاجتماعية وأمور أخرى لتحديد ما هو منطقي وما هو غير منطقي في الحياة .

ويعتبر هذا العصر بوجه عام هو بداية ظهور الفلسفة الحديثة ونهاية أسلوب العصور الوسطى في الحياة ، وقد جاء عصر العقل بعد عصر النهضة وقبل ظهور عصر التنوير بفترة قصيرة ، وقبل تلك الفترة لم يكن بمقدور الأشخاص المنطقيين أن يعبروا عن آرائهم خوفًا من اتهامهم بالهرطقة أو حتى إحراقهم بسبب التشكيك في بعض المعتقدات وخاصة الدينية منها .

سبب ظهور عصر العقل

تَعرف الفلسفة هذا العصر بأنه القدرة على اتخاذ القرارات والاستنتاجات دون تدخل من العاطفة ، وخلال هذا العصر تم اعتبار المعجزات والطقوس الدينية مجرد خرافات ، وبدلًا من ذلك ومن خلال العقل أصبح قانون البشرية والإيمان الجديد هو الأرض والطبيعة .

عصر العقل والديانة المسيحية

كما ذكرنا سابقًا فإن عصر العقل جاء عصر العقل كنتيجة لأسلوب الحياة القديم بما فيها هيمنة الديانة المسيحية ، ومن وجهة نظر مسيحية فإن هذا العصر كان الفترة التي هاجم فيها كثير من الأوربيون الدين تحت ستار التفكير المنطقي ، بالإضافة إلى ذلك اعتبر رجال الدين المسيحي أن تلك الفترة هي خرج فيها الناس ورفضوا الإله وتعاليمه صراحة وبدلًا من عبادة الله الحقيقي والخوف منه ، بدأت الإنسانية في عبادة آلهة جديدة مثل التفكير المنطقي والعقل والمنطق والاستنتاج المنطقي .

وكان هذا التخلي عن الدين أمرًا مثيرًا للاهتمام لأنه تحول من طرف إلى نقيضه الآخر ، فخلال العصور الوسطى ان الناس يميلون لاعتبار الدين أمرًا مطلقًا وأن التشكيك فيه خطأ فادح ، أما في عصر العقل فكان الأوربيون متطرفون أيضًا لكن على الطرف الآخر حيث كانوا يسخرون بشكل كامل من الدين ، وتم تجاهل أي منطقة رمادية بين الطرفين تمامًا وكان الأوربيون في ذلك العصر يعتقدون أن الطبيعة وكل شيء حولنا كافيين لمعرفة الله (إذا كان موجودًا وفقًا لمعتقداتهم ) .

مدارس عصر العقل

شهدت تلك الفترة صعود مجموعة من الفلاسفة والمفكرين النقديين مثل ديكارت وباروخ وسبينوزا الذين كان لهم بعض الأفكار المثيرة للاهتمام حول الدين ، كما قدم ديكارت شكلًا من أشكال التفكير يعرف باسم الازدواجية والذي ينص على أن الإنسان والإله هما كائنان متميزان وأن البشرية تمثل الطبيعة بينما يمثل الإله العقل .

أما سبينوزا فقد ابتكر شكلًا من أشكال التفكير المنطقي يعرف باسم وحدة الوجود والذي كان ينص على أن الكون والله واحد ، وأن الله هو عدد لا يحصى من الصفات .

بالإضافة إلى هاتين الفلسفتين ظهر فكر أخر يسمى الربوبية والتي كانت تؤمن بأن الإله كائنًا أعلى في الكون وهو غامض وبعيدًا عن متناول يد البشر كما اعتقد الربوبيون أن الإله يتيح للكون أن يدير نفسه ولكنه يديره تحت إشراف قوانين لا يمكن رؤيتها من خلال العقل والطبيعة .

المراجع:

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى