الأبوة المروحية وتربية الأبناء

تعد تربية الأبناء من أكثر المسئوليات ، التي تقع على عاتق ، ومسئولية الآباء ، والأمهات ، والجميع يبحث عن الأسلوب الأمثل لتربيو الأبناء ، تربية منهجية ، بناءة ، تعين على تنشئة الأبناء تنشئة إيجابية ، مثمرة .
محتويات
الأبوة المروحية وتربية الأبناء
تعد الأبوة المروحية ، من أكثر الأساليب الشائعة ، والمتبعة في تربية الأبناء ، من قبل الكثير من الآباء ، والأمهات ، فجميع الآباء والأمهات يبحثون دائمًا عن راحة أبناءهم ، وسعادتهم ، ويتمنون دائمًا أن يكونوا الأفضل على الإطلاق ، ولكن بعض الآباء يحومون حول أطفالهم ، وتصرفاتهم جميعها ، كما لو كانوا بمثابة طائرات هيليكوبتر ، لا يتركون لأبنائهم فرصة للتصرف من تلقاء أنفسهم ، في أي شيء ، مهما صغر ، أو كبر ، ومن ثم يخرجون أجيالًا إمعة ، لا يتقنون التصرف ، ويرغبون في التصرف بناء على الاستماع إلى غيرهم ، وتلقي الأوامر من أي أحد ، إلا أنفسهم .
تعد هذه الطريقة بمثابة مشاركة مفرطة ، وسلبية في حياة الأطفال ، تعودهم على الخوف ، والرهبة ، لا الاحترام ، والمصداقية ، والأفضل من اتباع هذا الأسلوب ، أن يتم اتباع التربية المنهجية ، المبنية على أسس ، وتعاليم ، وإرشادات منهجية ، وإيجابية بناءة ، مع منح حرية محدودة ، يتم التصرف خلالها في إطار الأخلاقيات ، والعرف المتبع في الحياة .
إن تهذيب الأطفال بأساليب إيجابية ، وتركهم يتصرفون في إطارها ، مع التعقيب البناء لتصرفاتهم ، ونصحهم عند الخطأ ، والإشادة بتصرفاتهم الصحيحة ، مع عدم منحهم حرية مطلقة ، وإنما حرية ، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتوعية الدورية من قبل الوالدين ، مع مواجهة أية مشكلة يواجهها الطفل ، بالمشاركة ، والوعي الإيجابي ، بقبول الرأي ، والرأي الآخر .
يظن الكثيرون أن الأبوة المروحية ، لا تؤثر بالسلب ، إلا على الأبناء المراهقين ، فما أكبر ، حيث يعانوا من التسلط ، والضيق الشديد ، مما تدفعهم إلى اكتساب صفات سلبية عديدة ، مثل : الكذب ، الخداع ، التصرف بسلبية تجاه الأمور ، ولكن الحق أن الأبوة المروحية ، تؤثر سلبيًا على الأطفال في سن مبكرة ، حيث يعانون من التضييق في التصرفات ، وعدم نيل الحرية تجاه أي من تصرفاتهم .
تتسبب الأبوة المروحية أيضًا في عدم استقلالية شخصية الأطفال ، وهم صغار ، حتى وعندما يكبرون ، يظل هذا التأثير وثيق الصلة بشخصية الأطفال ، مما يجعلهم لا يحسنون اتخاذ أية قرارات ، فتراهم إن فتح الطريق أمامهم لاتخاذ أي قرار ، أو التصرف حسب هوائهم ، يسقطون ، ويسقطون ، ويحدثون أخطاء فادحة .
الأطفال الذين ينشئون وفق هذا الأسلوب في التربية ، لا يمكنهم الانخراط بشكل طبيعي ، وإيجابي داخل المجتمع ، وغالبًا ما تتردد لديهم مخاوف متكررة بشأن حياتهم المستقبلية ، كما يحيون حياة مليئة بالصراعات النفسية ، والمعنوية ، والحياتية ، كما لا يمكن لهؤلاء اختيار مستقبلهم ، وتخطيطه بأنفسهم ، ولا يفكرون في حقوقهم ، حيث تسلب حقوقهم جميعها ، فتنتابهم مشاعر من الضيق ، والقلق ، واليأس ، لا يشعرون أبدًا أن لهم دور منشود ، ولا يحسبون أنهم أعضاء مؤثرين في المجتمع ، فكأنهم هواء .
امنحوا أبناءكم الثقة ، اجعلوا منهم عناصر فعالة ، ومشاركة في المجتمع ، لا تسلبوهم حرياتهم ، وجهوهم ، ساعدوهم ، صادقوهم ، ولكن لا تجعلوهم بلا روح ، ولا فائدة ، أحسنوا تربيتهم ، أحسن الله إليكم .