أم أسيء فهمها

وصف العديد من النقاد بعد وفاة دوريس ليسينج ، أنها قد وضعت بدورها حياتها المهنية في المقام الأول ، وذلك قبل أبنائها ، لكن في الحقيقة ، هي أم أسيء فهمها ، فكيف ذلك ؟ هذا ما سنراه من خلال السطور القادمة .
محتويات
أم أسيء فهمها دوريس ليسينج
أشيع أن دوريس ليسينغ ، قد أولت العناية فائقة من أجل نجاحها الأدبي ، على حساب عنايتها بأبنائها ، ومن هنا توالت الانتقادات ، التي تتهم دوريس ليسينج ، بأنها لم تنتبه إلى دورها كأم ، وأنها أهملت حقوق أبنائها ، من أجل تحقيق أهداف عملية بحتة ، وكيانها الوظيفي المرموق .
وبالنظر إلى العديد من حواراتها ، التي أجرتها على مر عقود كثيرة ، ففي إحدى المرات ، وعند سؤالها عن أبنائها ، فكانت إجابتها صادمة للكثيرين ، إذ وصفت أبنائها ، بأنهم خطأ ، وتورط ، لا يغتفر ، هذا فضلًا عن أنها ، قد تركت كلًا من ابنها جون ، الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام ، بالإضافة إلى ابنتها جين ، التي تبلغ من العمر ستة أعوام ، ليعيشوا بعيدًا عنها ، في قارة أخرى ، غير التي تعيش فيها .
ولما وجهت إليها العديد من الانتقادات ، بررت ذلك بأنها قررت أن يعيش أبناؤها حياة أفضل ، بعيدًا عن ذلك العالم السيء ، الذي يعيشون بصدده ، والذي تملؤه العديد من الكراهية ، والظلم ، والطغيان ، ولكنها لم تفصح بدورها عن السبب الرئيسي لذلك ، فقد تحفظت على بعض الأشياء ، دون الإفصاح الحقيقي عنها .
وصف النقاد أن حياة لينسيج مع أبنائها ، كانت حياة تعيسة ، لم تلتفت فيه إلى دورها كأم ، ولم ترع حقوق أبنائها ، فكان كل ما يشغل بالها الشهرة ، فقد ضحت بحياتها الأسرية ، وقلبتها رأسًا على عقب ، حتى تظفر بموهبة متفانية ، لا مثيل لها ، الجدير بالذكر أن دوريس ليسينج قد فازت في عام 2007 من الميلاد ، بجائزة نوبل في الأدب ، ولما تجمهر الصحفيون ، ليخبروها بذلك ، فخرجت إليهم غير مصدقة ، وكانت تحمل ابنها الثالث ، الذي كان يسمى بيتر ، وكانت تحمل مزيجًا من الخرشوف والبصل .
وقد عانى بيتر من مشكلات صحية ، دامت لفترات طويلة ، وعانى من ارتفاع معدلات مرض السكري ، التي أثرت عليه كثيرًا ، ولكن الحق أن الكثيرين يشهدون برعاية أمه له ، واهتمامها به ، الأمر جدًا غريب ، ففي بعض كتابات دوريس ليسينج ، يتم الكشف عن ترك ابنها بيتر ، مع أحد الأهل في المسا ، وعلى الجانب الآخر ، تجده في كثير من الأحيان موجود مع دوريس بشكل دائم ، حتى تقوم برعايته .
لهذا ترى الأمور هنا أكثر تعقيدًا ، ففي بعض كتاباتها يتضح أنها وحيدة ، ومبهمة الشخصية ، وفي الكثير من الكتابات الأخرى ، لا سيما في حياتها الأخيرة ، تشير كتاباتها إلى إضفاء جو من السعادة والأمل في حياتها الأسرية ، لذلك ينبغي ألا يتم نفي دورها كأم على سبيل الدوام ، والأخذ في الاعتبار أن مشاهر الكتاب ، والأدباء ، لهم حياتهم الشخصية الخاصة ، التي قد لا يجعلوها في مرأى ، ومسمع للجميع .