دراسة تؤكد:الهاتف المحمول لا يسبب السرطان

أعلن العلماء بمركز السموم الوطني أن هناك بعض الأدلة على أن الإشعاع الناتج من الهواتف المحمولة يمكن أن يزيد من احتمالات ظهور نوع نادر من الأورام العصبية ، وقد ظهرت هذه النتائج في ذكور الفئران ، أما بالنسبة للبشر فإن هذا الأمر مازال مطروحًا للنقاش .
ومع ارتفاع معدلات استخدام الهواتف المحمولة بشكل سريع فإن هناك أسئلة بدأت تُطرح عن مدى سلامة استخدام هذه الأجهزة ، وتبعًا لشركة كومسكور لمراجعة البيانات فإن حوالي 80% من الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا يمتلكون هواتف ذكية ، ويقضي البالغين ما يقرب من 3 ساعات في استخدام الهواتف يوميًا .
ويسمى الورم الذي ظهر في الفئران باسم شفاني أو ورم شوان ، ويقول الباحث جون بوشر أن الورم ظهر في قلوب الفئران الذكور فقط ، ولم يظهر في الإناث ، ربما بسبب أن أجسام الذكور أكبر ولذلك قد استوعبت قدر أكبر من الإشعاع .ويقول العلماء أن هذه النتيجة مثيرة للاهتمام حيث ظهر شفاني في قلوب الفئران ، وكانت دراسات سابقة قد لاحظت ظهوره في الأذن الداخلية لدى الأشخاص الذين يتعرضون لإشعاع الهواتف لفترات طويلة ، ولكن في حالات نادرة جدًا
كما أنها كانت نادرة في الفئران أيضًا حيث ظهرت في نسبة قليلة تعادل 6% فقط من الفئران الأكثر تعرضًا للإشعاع .
ولكن الدراسة وجدت آثارًا بيولوجية أخرى حيث وجدوا الفئران الإناث الذين تعرضوا للإشعاع ، قاموا بولادة حيوانات وزنها أقل من الحيوانات التي لم تتعرض للإشعاع ، كما وجدوا أدلة على تلف الحض النووي في بعض الأنسجة عند بعض الحيوانات ولكن الدكتور بوشر قال أنه وفريقه لا يجدوا أهمية كبيرة لهذه النتائج .
ولكن الدراسة أظهرت نتيجة مفاجئة أخرى وهي أن التعرض للإشعاع كان له نتائج إيجابية على ذكور الفئران حيث انخفضت معدلات الإصابة بأمراض الكلى لدى الذكور التي تعرضت للإشعاع لفترة طويلة ، وهذا المرض من الأمراض الشائعة في هذا النوع من الفئران .
اختبار إشعاعات الهاتف :
وتأتي هذه النتائج بعد دراسة مولتها الهيئة الوطنية لعلم السموم ، وقد استمرت لمدة 10 سنوات وتكلفت 25 مليون دولار .
وقد استخدم العلماء في هذه الدراسة شكلا شائعًا من الطرق المستخدمة لإجراء الأبحاث الخاصة بالسموم ، حيث يقوموا بتعريض الكائنات الحية لمقادير محددة من السم المطلوب دراسة تأثيره ويتم زيادتها تدريجيًا لمحاولة معرفة أمرين :
– إذا ما كان له أثرًا بيولوجيًا .
-وإذا كان له آثار ما هي الجرعة التي تسببها .
ومن المعروف أن الإشعاع المؤين وهو النوع الذي تنتجه الأشعة السينية والقنابل الذرية يسبب ضررًا كبيرًا .
ولكن العلماء لم يستطيعوا تحديد ما إذا كان الإشعاع غير المؤين الذي يصدر عن الهواتف المحمولة يمكن أن يسبب ضررًا ، وحتى الآن يجد العلماء أنه من الصعب التأكد من ذلك .
نتيجة الدراسة :
يقول بوشر أن النتائج التي ظهرت حتى الآن ليست ذات أهمية حيث أن التأثيرات البيولوجية الضارة للإشعاع طفيفة ، وقال للصحفيين أن نتائج الدراسة جعلته لا يغير طريقة استخدامه للهاتف المحمول ولا حتى حاول أن يغير طريقة استخدام أطفاله للهواتف .
ويضيف بوشر: “أن كل المشاركين في الدراسة سوف يقوموا بتصنيف إشعاع الترددات الراديوية كمسرطن ضعيف ، هذا إذا كانت مسرطنة من الأساس” .
ويقول جيفري شورين مدير مركز إدارة الأغذية والعقاقير والصحة الإشعاعية : ” أنه حتى مع الاستخدام اليومي المتكرر للهواتف من قبل الغالبية العظمى من البالغين ، لم نر زيادة في أي أمراض مثل أورام الدماغ ، واستنادا إلى هذه المعلومات الحالية فإننا نعتقد أن إجراءات وتحذيرات السلامة الحالية للهواتف المحمولة مقبولة لحماية الصحة العامة ، ومع ذلك يجب توخي الحذر عند استخدامها ” .
ولكن الدكتورة ديفرا دافيس تعلق قائلة : ” كان هناك عدد من الدراسات السابقة تشير إلى أن أشعة الهاتف قد ألحقت بعض الضرر بالحمض النووي لدى الحيوانات التي تم اختبار تأثير الإشعاع عليها ، وهذا يعني أننا يجب أن نتعامل مع الهواتف المحمولة بعناية ” .
وتضيف دافيس : ” إن المسافة هي صديقك عند استخدام الهاتف ، حيث أن ترك مسافة قليلة بينك وبين الهاتف يجعل نسبة الإشعاع التي تصل إليك تقل بنسبة كبيرة ، ولذلك فإن استخدام الهاتف مع سماعة الرأس أو مكبر الصوت يكون أكثر أمانًا .
وتضيف أيضًا أن استخدام الهاتف في وضع الطائرة يقلل الإشعاع الصادر منه بنسبة كبيرة ، وأن الوقت الأكثر خطورة لاستخدام الهاتف المحمول هو عندما تكون الإشارات ضعيفة لأنه في هذه الحلة تحاول الهواتف تعزيز إنتاج الطاقة حتى تستطيع الاتصال ببرج القاعدة ، ولذلك إذا كانت الإشارة ضعيفة فلا تستخدم الهاتف إلا في وجود حالة طارئة حقيقية “.
وأخيرًا علينا أن نكون حذرين حين يستخدم الأطفال الهاتف لأن أنسجتهم ضعيفة وهي أكثر عرضة للتلف ، ولذلك علينا التوقف عن استخدام الهواتف كأنها لعب أطفال لأن هذه فكرة سيئة .