اكتشاف أشعة تقضي على فيروس الإنفلونزا

أجريت دراسة حديثة تفيد بأن هناك نوع جديد من الأشعة الفوق بنفسجية له القدرة على قتل الجراثيم المسببة لعدوى الإنفلونزا ، ووجدت الدراسة أن تلك الأشعة والتي تسمى far-UVC تستطيع قتل الفيروس المسبب لمرض الإنفلونزا والموجود في المعمل .
والذي يعتقد أنه مثيل لنوع الفيروسات المنتشرة في الهواء بصفة عامة ، بل والجدير بالذكر في هذه الدراسة أنه وجد أن تلك الأنواع من الأشعة ، لا تسبب أي تأثير أو تلف على أنسجة جسم الإنسان .
ويزعم الباحثون أيضًا أن ذلك الاكتشاف سيمكنهم في المستقبل من عمل اختراع فعال وآمن للحد من انتشار الميكروبات الهوائية ، مثل فيروس الإنفلونزا وذلك ما أقره الباحث ديفيد برينر مدير مركز الأبحاث المختصة بالإشعاعات في جامعة كولومبيا ، وتم نشر تفاصيل ذلك الاكتشاف في صحيفة التقارير العلمية في 9 فبراير عام 2018 م .
وقد وجد الباحث ديفيد بيرنر مع فريق عمله أن الإشعاعات ضيقة المجال التابعة لأشعة far-UVC تستطيع قتل الكائنات الدقيقة ، دون أدنى تأثير على جلد الإنسان المعرض لذلك النوع من الأشعة .
حيث وجد أن تلك الأشعة ذات مجال محدود ولا تستطيع اختراق الطبقة الخارجية من خلايا الجلد الميتة لجسم الإنسان ، بل ووجد فريق العمل والأبحاث أن تلك الأشعة لا تستطيع أن تخترق طبقة الدموع الموجودة في العين .
وبالتالي أكد الباحث ديفيد بيرنر أن تلك الأشعة لا تسبب أي أضرار صحية للإنسان ، ولكن نظرًا لأن حجم الفيروسات والبكتريا أقل بكثير وتعد كائنات حية دقيقة ، لذا تستطيع تلك الأشعة اختراق خلاياهم وتدمير الحمض النووي DNA بداخل تلك الميكروبات مسببة قتلها .
وفي تلك الدارسة الحديثة أطلق الباحثون ميكروبات هوائية لفيروس الأنفلونزا من النوع H1N1 لإجراء الاختبار عليه ، وهذا النوع من الفيروسات يثير الكحة ويزيد معدل التنفس لدى الإنسان ، وعند وضع جرعات منخفضة من أشعة far-UVC ، وجد أن الأشعة ثبطتت بفاعلية نشاط نحو 95% من تلك الميكروبات التي تسبب مرض الإنفلونزا .
وعندما تم تعريض تلك الميكروبات التي خضعت لأشعة far-UVC لخلايا جسم الإنسان ، وجد عدم قدرتها على العدوى ، مما يؤكد فاعلية الأشعة في القضاء على نشاط تلك الفيروسات ، وأوضح الباحثون أن فاعلية أشعة far-UVC تختلف باختلاف نوع الميكروب ، أي أن تأثير الأشعة ومدى فاعليتها قد يختلف من سلالة إلى أخرى في نفس فيروس الإنفلونزا ، ولكن لا تعد اختلافات كبيرة وذلك طبق دراسة أجريت في المعهد الوطني للصحة .