ولد مالكوم إكس باسم مالكوم ليتل في مدينة أوهاما بولاية نبراسكا في عام 1925 ، وهو الابن الرابع بين ثمانية أبناء لجيمس إيرل ليتل الذي كان يعمل كواعظ معمداني وناشط سياسي في أكبر منظمة للدفاع عن حقوق السود ، وهي الجمعية العالمية لتقدم الزنوج ، وبسبب نشاطات والده السياسية أجبرت العائلة على التنقل بين المدن المختلفة إلى أن أغتيل والد مالكم إكس في عام 1931 على يد العنصريين البيض ورفضت السلطات محاكمة المسئولين عن مقتله.
بعد فترة تعرضت والدته لويز ليتل إلى انهيار عصبي وأودعت مصحة نفسية ، ووُزع مالكوم وإخوته على دور الرعاية ، وبعد فترة التحاقه بالمدرسة الثانوية أصبح يشارك في النشاطات الإجرامية إلى أن ألقي القبض عليه وأرسل إلى السجن.
السجن و إليجا محمد :
في سنة 1946 وفي عمر 21 أرسل مالكوم إكس إلى السجن بسبب إدانته بالسطو ، وهناك تعرف على تعاليم إليجا محمد زعيم جماعة أمة الإسلام ، حيث كان يدعي أعضاء تلك الجماعة بالمسلمين السود ، كانت جماعة أمة الإسلام تدعوا إلي النزعة القومية للسود وكانت تدين الأمريكيين البيض من أصل أوربي وتنعتهم بالشياطين ، وكان لتعاليم إليجا محمد تأثير قوي على شخصية مالكوم إكس الذي غير إسمه في تلك الفترة من مالكوم ليتل إلى مالكوم إكس حيث كان يشير بالحرف “إكس” إلى إسم عائلته الذي فقده بعد استعبادهم من قبل الأمريكيين البيض.
جماعة أمة الإسلام :
بعد قضائه لست سنوات في السجن أطلق سراح مالكوم إكس من السجن ، وأًصبح وزيرا مخلصا وفعالا لجماعة أمة الإسلام في مدينة هارلم بولاية نيويورك ، وعلى عكس المدافعين عن حقوق السود أمثال مارتن لوثر كينج الإبن ، دعا مالكوم إكس إلى الدفاع عن النفس وتحرير الأمركيين الأفارقة “بأي وسيلة كانت” ، وكان لخطابات مالكوم إكس النارية صدى واسع في نيويورك وما حولها.
كانت جماعة أمة الإسلام جماعة منحرفة لا تمت للإسلام بصلة فقد كانت تدعم العنصرية وتدعي بأن الملائكة لونهم أسود وأن الشياطين لونهم أبيض ، وكان إليجا محمد رئيس تلك الجماعة يزعم أنه رسول يوحى إليه ، وكانوا لا يصومون شهر رمضان بل كانوا يصومون شهر ديسمبر من كل عام سواء صادف ذلك شهر رمضان أو لا.
الحج نقطة فارقة في حياته :
قام مالكوم إكس بجولة إلى الشرق الأوسط وقام خلالها بتأدية مناسك الحج وخلال زيارته للأراضي المباركة اكتشف خبث عقيدة جماعة أمة الإسلام وزعيمها مدعي النبوبه إليجا محمد ، ومن ثم اعتنق المذهب السني وعاد إلى أمريكا شخص جديد.
الحاج مالك الشباز :
عاد مالكم إكس بعد أدائه للحج كشخص جديد وسمى نفسه الحاج مالك الشباز ، وفي عام 1964 أسس منظمة الوحدة الأمريكية الأفريقية ، اكتسبت حركة مالكوم الجديدة أتباعها وأصبحت فلسفته الجديدة الأكثر اعتدالا مؤثرة بشكل متزايد في حركة الحقوق المدنية.
اغتيال مالكم إكس :
بعد عودته من مكة دعا مالكم إكس إليجا محمد إلى اتباع الدين الإسلامي الصحيح ، لكن إليجا محمد لم يستمع له بل حرض أعضاء من جماعة أمة الإسلام على قتل مالكوم إكس ، فقاموا بحرق منزله لكنه نجا هو وأسرته من الحادث وبعد اسبوع واحد من تلك الحادثة في 21 فبراير سنة1965م اغتيل مالكوم إكس على يد أعضاء من جماعة أمة الإسلام أثناء إلقائه لإحدى خطاباته في مدينة نيويورك.
