عام

سر عادة نزع الأسنان الأمامية لدى سكان كيب تاون

عند الحديث عن العادات الشائعة أو الغريبة فإن كيب تاون لن تخطر في بالنا ، ولن نتصور أن هناك عادة شائعة عند السكان المحليين هناك ، وهذه العادة هي نزع الأسنان الأمامية الأربعة ، وفي بعض الأحيان يطلق على هذه العادة اسم فجوة العاطفة  passion-gap ، ولكن طبيًا تعرف هذه الحالة باسم تشوه الأسنان ، ولكن ما هو السر وراء هذه العادة الغريبة ؟!.

من أجل فهم أصول هذه العادة يجب أن نعود إلى الوراء عدة سنوات ، وبالتحديد إلى تاريخ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ، فنجد أن من يمارسون هذه العادة يقطن معظمهم في منطقة تسمى كيب فلاتس وهي تقع على مشارف المدينة التي خصصتها الحكومة العنصرية لنقل السكان الأفارقة إليها قصرًا ، ولذلك قد يكون لهذه العادة ارتباط بالعبودية إلى حد ما ، وهناك شائعة تقول أن العبيد كانوا يقومون بإزالة أسنانهم الأمامية كوسيلة لاستعادة السيطرة على أجسامهم حيث أن تجار الرقيق كانوا يُقَيمون العبيد بمدى صحة أسنانهم ولكن ..

الأساطير والسحر :

نجد أن هذه العادة لا يقوم بها كل المجموعة التي تم نقلها قصرًا من قبل النظام العنصري ، وبالتالي فإن السبب الأرجح لقيامهم بهذه العادة يتعلق بالسحر والشعوذة .

وهناك العديد من الدراسات والأفلام الوثائقية التي حاولت البحث عن السبب الحقيقي وراء هذه العادة ، ولكن حتى الآن لا يزال السبب غامض إلى حد كبير ، وحتى عند سؤال بعض الشباب ممن قاموا بنزع أسنانهم لم يعطي أي منهم سبب محدد .

البحث عن أسباب معاصرة :

يبدو أن الجميع قد نسي أصل هذه العادة لأنهم يمارسونها منذ قرون وفقًا للأعراف السائدة في هذه المنطقة ، ويقول رابر إسحاق موتانت أن عادة نزع الأسنان ليست مجرد اتجاه أو عادة ولكنها تمثل أسلوب حياة بالنسبة للكثيرين ، وقد تم عمل العديد من الدراسات لفهم سبب هذه الظاهرة ومنها الدراسة التي أجرتها رابطة صحة الفم في جنوب أفريقيا ، وقامت بعمل الكثير من المقابلات مع 2167 فرد ممن قاموا بإزالة أسنانهم ، وقد كانت ردودهم متباينة بشكل كبير ، فمنهم من قال أنه نزعها من أجل الحصول على ابتسامة أفضل ،ومنهم من قال حتى يستطيع التقبيل بشكل أفضل والعديد من الإجابات الأخرى التي لا توضح السر الحقيقي وراء هذا السلوك الغريب .

مضاعفات نزع الأسنان :

وعلى الرغم من أن الكثير من سكان كيب تاون يصرون على عمل فجوة العاطفة  ، إلا أن أطباء الأسنان وصحة الفم يحذرون منها باستمرار ، فهذه العادة خطيرة ليس فقط لأنها تقوض قدرتهم على مضغ الطعام ، ولكن أيضًا لأن معظم من يقومون بذلك يلجأون لأطباء غير مرخصين في الشوارع الخلفية لكيب تاون لأن الأطباء المرخصين يرفضون فعل ذلك  ، وهذا قد يسبب نقل العدوى الكثير من الأمراض .

وعلى الرغم من أن هذه العادة غريبة بالنسبة للكثيرين وبالرغم من كل التحذيرات إلا أنه مازالت هناك شريحة عريضة  من المجتمع مستمرة في فعل ذلك على اعتبار أن هذه العادة جزء من هويتهم .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى