مبنى “قاعة المدينة بأوسلو” مقر توزيع جائزة نوبل للسلام

يتم منح جائزة نوبل للسلام كل عام في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول ، وهو يوافق ذكرى وفاة ألفريد نوبل الذي توفي عام 1896م ، ويتم منح هذه الجائزة خلال حفل يتم إقامته في قاعة المدينة”بأوسلو ، أما بقية العام فيظل هذا المبنى الذي يقع في وسط مدينة أوسلو النرويجية مفتوح للجولات الحرة مجانًا .
ويتكون المبنى من برجين مرتفعين وساعة ضخمة ، مثل معظم الأبنية الأوروبية التقليدية ، ويحتوي أحد الأبراج على جرس كلاسيكي وليس إليكتروني البث .
ويطلق النرويجيين على هذا المبنى اسم “رادوسيت: Rådhuset ” ، وهذا الاسم يعني حرفيًا “بيت المشورة” ، ويعتبر التصميم المعماري للمبنى وظيفي ، حيث أن المبنى من المباني الحكومية الموجودة في أوسلو ، ولكنه يستضيف حفل جائزة نوبل للسلام مرة كل عام قبل انقلاب الشمس الشتوي .
ويمثل مبنى الرادوسيت تاريخ وثقافة النرويج على الرغم من بنيته الحديثة ، فواجهة المبنى المزينة مصنوعة من القرميد وهي مزخرفة بنقوش تاريخية ، كما توضح الجدارية الداخلية للمبنى تاريخ نورسك ، وقد استخدم المهندس المعماري النرويجي أرنستين أرنيبرج رسومات جدارية مماثلة عندما صمم الغرفة رقم 1952 التابعة لمجلس الأمن .
استغرق تصميم وبناء قاعة أوسلو ثلاثين عامًا ، شهدت النرويج خلالها أحداث مثيرة في تاريخها ، وقد قام المهندسون المعماريون بدمج الأفكار الكلاسيكية الوطنية مع الأفكار الحديثة ، وتكشف النقوش الموجودة على المبنى عن رقي المهندسين المعماريين النرويجيين .
تطور قاعة المدينة بأوسلو :
تم وضع خطة في عام 1920م لإنشاء قاعة المدينة الجديدة في ساحة رادوسبلاسن العامة بأوسلو ، ويصور العمل الفني للمبنى أنشطة المواطن العادية بدلًا من الملوك والملكات والعسكريين ، و قد واجه تأسيس المبنى عدة عقبات ، ولكنه اليوم أصبح مبنى عريق محاط بالحدائق وساحته مليئة بالأجراس ، وهو مقصد للمناسبات العامة في أوسلو ، مثل مهرجان ماتستريف الغذائي الذي يقام لمدة يومين في شهر سبتمبر ، وحفل توزيع جائزة نوبل للسلام حيث يأتي الزوار والشخصيات البارزة لحضور الحفل ، كما أنه مقر حكومة أوسلو أيضًا .
يتم إقامة حفل جائزة نوبل للسلام في القاعة المركزية الكبرى بالمبنى ، والتي قام بتزيين جدرانها الفنان هنريك سورنسنس ، حيث قام بتصوير مشاهد من التاريخ النرويجي على الجدران وقد أطلق عليها اسم ” الإدارة والإحتفالية “، وقد قام برسمها بين عامي 1938و 1950م ، كما أدرج العديد من الصور من الحرب العالمية الثانية على الجدار الجنوبي للقاعة .
وعادة ما يتم منح جوائز نوبل في مختلف المجالات في مدينة ستوكهولم بالسويد ولكن جائزة نوبل للسلام يتم تسليمها في النرويج بناءًا على وصية ألفريد نوبل نفسه ، حيث كان هناك ارتباط بين الحكم السويدي وحكم النرويج أثناء حياة نوبل ، وقد قام بتوثيق وصيته في النادي السويدي النرويجي .
وقد يعتقد البعض أن قاعة المدينة قد تم بناؤها بالأعمدة التي صممت على الطراز الكلاسيكي ، ولكن الحقيقة أن المبنى تم بناؤه على الطراز الحديث ، ولكن تم إعادة تصميمه على يد المهندس المعماري ديفيد أدجاي ، حيث قام بإعادة تصميم سكة حديد قديمة لتصبح مركز نوبل للسلام ، وهذا مثال جيد على إعادة الاستخدام التكيفية في مجال العمارة .