لماذا نحتفل بيوم المرأة العالمي

كان ذلك في الثامن من مارس عام ١٨٥٧ حينما قامت عاملات الملابس بالإضراب مطالبات بتحسين أجورهن وأحوال العمل ، ثم قامت قوات الشرطة بتشتيتهن ولكن استمرت النساء في الكفاح وعلى إثر تلك الحركة تأسست الاتحادات العمالية النسائية الأولى.
كيف نشأ يوم المرأة العالمي؟
ثم ازدهرت الحركة في مطلع القرن العشرين فشهدت شوارع نيويورك مسيرات النساء المطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور وإنهاء عمالة الأطفال والمطالبة بحقهن في الانتخاب .
ثم سعت منظمات الحركة لتقويتة صيتها عالميًا فطالبت كلارا زيتكن خلال مؤتمر النساء العاملات الذي عقد في كوبنهاغن في عام 1910 أكثر من ١٠٠ امرأة من ١٧ دولة بالقيام بمسيرة لصالح اليوم العالمي للمرأة العاملة ففعلن ذلك ومن هنا نشأ اليوم العالمي للمرأة.
كيف تعرضت المرأة لاضطهاد مستمر:
وقد ركزت منظِمات الحركة على الظروف المفروضة على النساء ، فمنهن من يعملن لساعات طويلة تحت ظروف غير آدمية بدون أجر ، وغيرهن يعُدن إلى منازلهن لأداء مناوبتهن الثانية التي تتضمن الطبخ والتنظيف وتربية الأطفال وإدارة المنزل بينما لا تحظى جهودهن إلا بقليل من الأجر والعرفان.
مثلث النار ، ودور روز شنايدرمان في جذب الانتباه له:
نشأ حريق مثلث النار المأسوي بعد اليوم العالمي الأول للمرأة العاملة – وهو اليوم الذي شهد مشاركة مليون امرأة في جميع أنحاء أوروبا – حيث تم المطالبة بحياة 140 امرأة لقين حتفهن في “حريق المثلث” وكن أغلبهن مهاجرات إيطاليات ويهوديات اضطررن للعمل تحت ظروف بشعة في مصانع الملابس في نيويورك.
وقد بذلت الاشتراكية روز شنايدرمان جهودها من أجل لفت الانتباه إلى الأسباب التي أدت لنشأة مثلث النار ، وأسست الشعار الذي يدوي الآن في كل الحركات النسوية : المطالبة بالخبز والورود ، والحق في العيش وليس مجرد الوجود فقط .
ثم بعد مرور ٥ سنوات طالب عمال النسيج الروس بالخبز والسلام عندما قاموا باضراب احتجاجًا على مقتل ملايين الرجال في الحرب العالمية الأولى ، وهو ما أشعل فتيل الثورة الروسية.
ثمار الإضرابات التي قامت بهم النساء على مدار السنين:
لقد تكررت خطة الإضراب في يوم المرأة العالمي على مر التاريخ ، فقد أدركت النساء -لاسيما النساء المهاجرات اللائي يتلقين أجورًا متدنية ويعملن بلا كلل كموظفات وراعيات وزوجات وأمهات- قوة ما يقومون به ، وأدركن أن حرمان العالم منه سيجعله يتعطل مما سيحصد لهن الانتصارات.
وما زالت تلك الخطة رابحة حتى يومنا الحالي ، فهناك إضراب بائعات الكبريت match girls الذي وُلدت عنه حركة توحيد التجارة الحديثة ، وإضرابا “غرانويك” و”داغنهام” اللذان وضعا حجر الأساس لمساواة الأجور وأماكن عمل المهاجرين.
كما قام الأساتذة في هذا الشهر بإضراب احتجاجًا على سلب رواتب تقاعدهم ويبدو أنهم على وشك الفوز حيث بدأت جامعة أوكسفورد في التراجع ، كما قامت النساء في سجن “يارل وود” بالإضراب احتجاجًا على الطعام وعلى إجبارهن على العمل بدون مقابل.
يوم المرأة العالمي هذا العام:
لقد عاد الإضراب في يوم المرأة العالمي هذا العام فقد قررت النساء التوقف عن العمل والخروج إلى الشوارع في ٥٤ دولة ، وذلك احتجاجًا على قضايا عديدة منها: التحرش الجنسي والعنصرية والأجور المتدنية وأخذ الأطفال إجباريًا من الأمهات المهاجرات ومعدومي الدخل.
فقد أدركت النساء أن عمالتهن تدير العالم ، وأن الظروف الرهيبة التي يتعرضن لها لن تُعالَج بالصمت أو الشكوى أو إخبار قصصهن بل بالأفعال.