أغرب خمسة حيوانات لديها حس أخلاقي مثل البشر تماما

لقد كان معروفًا منذ القرن السادس عشر من خلال الدراسات التي أجراها عالم الرياضيات والفيلسوف رينيه ديكارت أن الحيوانات كائنات تلقائية ، وهذا يعني أنها مجرد آلات مصنوعة من الدم الأحمر ، وليس لديها أي رغبات أو أفكار خاصة بها .
لكن الدراسات التي أجراها العلماء الذين أمعنوا النظر في سلوك الحيوان توصلت إلى بعض الاستنتاجات منها : أن أصدقاءنا في المملكة الحيوانية لديهم الكثير من العواطف ، ويتضح ذلك في كل تصرفاتهم الظاهرة لنا ، كما يمكنك ملاحظة هذه المشاعر وأكثر في التصرفات الأخلاقية أثناء الطقوس الجنائزية والتي تجعلك تتعاطف معهم حقًا .
وعلى سبيل المثال تعبر الفيلة عن حزنها عند موت أحد أصدقائها وبعض الطيور الزرقاء تعبر عن غضبها عند تعرضها للخيانة من قِبل شريك حياتها ، وغيرها من التصرفات التي يتمثل فيها الحيوان بعض التصرفات البشرية الأخلاقية وتصيبك بالكثير من الدهشة ، وفيما يلي سنطرح بعض من تلك الأخلاقيات عند عالم الحيوان :
أولًا : الطريقة التي تتشبث بها الفيلة بذكرياتها
إن الفيلة كمجموعة أو قطيع لهم بعض الطقوس المتقنة عندما يموت أحدهم ، عندها يحزن بقية القطيع على الفرد بطريقة طقوسية ، فأولًا يتم دفن الفيل الميت في العشب والأوراق ، وبعدها يتواجد الجميع بجواره لمدة سبعة أيام ، وعلى غرار ما يفعله البشر في استمرارهم في زيارة القبر كل فترة ، تستمر الفيلة أيضًا في زيارة المكان الذي توجد به عظام الفيل الميت لسنوات عديدة .
ثانيًا : رحمة وشفقة القوارض
لا يمكننا بالطبع تخيل أن تلك القوارض القذرة التي تتواجد في المناطق العميقة تحت محطات مترو الأنفاق أو تحت الأبراج الشاهقة أو في صناديق القمامة قد تشعر أو أن لديها عواطف ، ولكن وفقًا لتجربة أجريت في عام 1958 م أظهرت فيها الجرذان الكثير من التعاطف والشعور بالآخرين في مجموعتها عندما كانوا يتشاركون الطعام أو عند مساعدتهم في الحصول على طعامهم من صناديق القمامة ، كما أظهرت دراسة في عام 2006 م أن الفئران تتجهم كثيرًا عندما ترى أصحابها المقربين يشعرون بالألم .
ثالثًا : غيرة الطيور
لسنا وحدنا من يشعر بالغيرة عندما نجد شركاءنا مهتمين بشخص آخر ، حيث اكتشف العلماء من خلال دراسة أجريت في عام 1975 م أنه في عالم الطيور الزرقاء عندما يتوجه الذكر للخارج للحصول على العلف وغيره مما يحتاجه العش ، عندها تميل الطيور الأنثى إلى الخروج وعمل علاقات مع ذكور آخرين ، وعندما يكتشف الذكر هذا الأمر يقوم بمعاقبة شريكته الخائنة عن طريق تمزيق الريش ومحاولة نزع المنقار وإظهار الاستياء بشكل عام .
رابعًا تبادل المودة بين الدلافين
من المعروف أن الدلافين تُظهر الحب والعاطفة ليس فقط لأولئك الذين يشبهونها ولكن للجميع ، وقد لوحظ أن العديد من الدلافين يقومون ببعض الأعمال اللطيفة للبشر مثل إنقاذ السباحين من أسماك القرش أو إنقاذهم بشكل عام .
حتى الحيتان التي انقطعت بهم السبل إلى المحيطات يبقون بشكل رئيسي على حبهم وتعاطفهم لأولئك من بني جنسهم ، وهذا يظهر على شكل مساعدة بعضهم البعض في الصعوبات التي تحيط بهم كنوع من الحب المتبادل .
خامسًا : شعور الكلاب
هل تشعر الكلاب بالذنب ؟! لقد رأينا فيما سبق أن الحيوانات يمكن أن يكون لها بعض الشعور والتعاطف مع مثيلاتها من الحيوانات ، ويبدو أن شعور الذنب المرتبط بالعنصر البشري موجود عند الكلاب أيضًا ؛ فقد تم نشر دراسة في عام 2009 م تشير أن مظهر الكلاب الذي يدل على الندم لا يعني بالضرورة أنها مذنبة .
ووفقًا لتلك الدراسة فإن الكلاب التي قيل لها أن لا تأكل من طعام معين من قِبل مالكها فعند مغادرته وتناولها من هذا الطعام كان لديها نفس نظرة الذنب تمامًا كالذي خالف الأمر ، ويُعتقد أنها تُظهر رد فعلها بُناءً على قراءتها للغضب على وجه صاحبها وليس على حسب أفعالها .