كريستوفر كولومبوس مكتشف العالم الجديد

ولد كريستوفر كولومبوس في جمهورية جينوا -تقع اليوم في شمال إيطاليا – عام 1451م ، وكان والده تاجر صوف من الطبقة المتوسطة ، وقد تعلم كولومبوس الإبحار وهو مازال في سن صغير ، ولكنه عمل بعد ذلك كوكيل أعمال مما جعله يسافر في جميع أنحاء أوروبا من إنجلترا إلى أيرلندا ، وفي وقت لاحق سافر على طول الساحل الغربي لأفريقيا ، ولم يلتحق كولومبوس بأي فصول دراسية ولكنه قام بتعليم نفسه ، فقد كان يقرأ على نطاق واسع في علم الفلك والملاحة والعلوم العامة ، كما أنه كان يتقن ثلاثة لغات وهي اللاتينية والبرتغالية والإسبانية .
وقد كان كريستوفر مقتنعًا بأن الأرض كروية الشكل على الرغم من أن كثير من المسيحيين في ذلك الوقت كانوا ينكرون ذلك ، ولأن كولومبوس كان رجلًا طموحًا فقد دفعه هذا الطموح للبحث عن طريق غربي للإبحار غلى أسواق التوابل في آسيا والتي يحقق من ورائها أرباحًا طائلة ، ولذلك أبحر باتجاه الغرب بدلًا من الشرق أملًا في أن يصل إلى دول مثل اليابان أو الصين .
وقد تقرب كولومبوس من الملوك الكاثوليك في إسبانيا للحصول على الدعم والتمويل اللازمين لرحلاته ، وحتى يستطيع إقناعهم أخبرهم أنه يريد نشر الديانة المسيحية في بلاد الشرق ، ولذلك وافق الأسبان على تمويل رحلاته كنوع من التبشير ، ولكنهم أيضًا كانوا يطمعون في أن تكون لهم اليد العليا في تجارة التوابل المربحة .
رحلاته إلى الأمريكتين :
أنهي كولومبوس أول رحلاته في عام 1492م ، حيث أنه كان ينوي الإبحار إلى اليابان ولكن انتهى به المطاف في جزر البهاما وقد أطلق عليها اسم سان سلفادور .
وقد كان مجموع ما قام به من رحلات أربعة رحلات حيث أبحر على نطاق واسع حول جزر الكاريبي في كوبا وجامايكا وجزر البهاما وأيضاً إلى البر الرئيسي حتى وصل إلى أماكن مثل بنما.
لم يكن كولومبوس أول من يصل إلى أمريكا فقد سبقه شخص يدعى ليف إريكسون في رحلة تسمى نورس ، ومع ذلك كان كولمبوس أول من أنشأ مستعمرات دائمة في أمريكا ، وقد شجعت رحلات كولومبوس والتقارير التي قدمها جميع القوى الأوروبية الكبرى في ذلك الوقت إلى السعي لاستعمار أجزاء من أمريكا وقد استمر ذلك على مدار 400 عام .
وكجزء من الصفقة التي عقدها كولومبوس مع الملكية الأسبانية تم تعيينه كنائب للملك وحاكم جزر الهند في جزيرة هيسبانيولا وهي مقر أول مستعمرة إسبانية في أمريكا ، كما منح الملك التفويض لأشقاء كولومبوس لتولي المنصب من بعده وتفويضهم في شئون الحكم ، وبالرغم من ذلك أمر ملك أسبانيا بالقبض عليه ووضعه في القيود عام 1500م ، وقد تم اتهامه بسوء الحكم وعدم الكفاءة وارتكاب ممارسات همجية في حكم المستعمرة الجديدة ، وبعد عدة أسابيع تم إطلاق سراحه هو وإخوته ، ولكنه لم يعد لحكم المستعمرة مرة أخرى .
وفي نهاية حياته أصبح كولومبوس مهتمًا بالأمور الدينية ، وقد ألف كتابًا عن النبوات الخاصة بالكتاب المقدس ، وقد توفي عام 1506م ، وهو سن 54 عام ، على أثر إصابته بنوبة قلبية ، حيث أن كثرة الرحلات والسفر قد أثرت على صحته مما جعله يعيش في ألم في كثير من الأحيان في أيامه الأخيرة .
ويتم تبجيل كولومبوس من قبل كثير من الأوربيين والأمريكيين بصفته من وضع أمريكا على الخريطة ويتم تخصيص يوم 12 أكتوبر للاحتفال بيوم كولومبوس في إسبانيا وأمريكا ، ولكن هناك من يعتبر أن اكتشافه كان عاديًا لأن الأرض كانت موجودة بالفعل ويوجه له انتقادات كثيرة بسبب الإبادات الجماعية التي طالت الشعب الأمريكي الأصلي على يد الأوربيون .